فصل: بَاب مِنْهُ وَمد الصَّوْت بِالْأَذَانِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الأحكام الشرعية الكبرى



.بَاب دُخُول الْمُشرك الْمَسْجِد:

أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عِيسَى بن حَمَّاد وقتيبة قَالَ قُتَيْبَة: ثَنَا اللَّيْث، عَن سعيد بْن أبي سعيد، أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُول: «بعث النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خيلا قبل نجد فَجَاءَت بِرَجُل من بني حنيفَة يُقَال لَهُ: ثُمَامَة بن أَثَال- سيد أهل الْيَمَامَة- فربطوه بِسَارِيَة من سواري الْمَسْجِد، فَخرج إِلَيْهِ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَاذَا عنْدك يَا ثُمَامَة؟ قَالَ: عِنْدِي يَا مُحَمَّد خير، إِن تقتل تقتل ذَا دم، وَإِن تنعم تنعم على شَاكر، وَإِن كنت تُرِيدُ المَال فسل تعط مِنْهُ مَا شِئْت. فَتَركه رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذا كَانَ الْغَد ثمَّ قَالَ: مَا عنْدك يَا ثُمَامَة؟ فَأَعَادَ ا عَلَيْهِ لكَلَام، فَتَركه حَتَّى إِذا كَانَ بعد الْغَد فَذكر مثل هَذَا، فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أطْلقُوا ثُمَامَة. فَانْطَلق إِلَى نخل قريب من الْمَسْجِد فاغتسل، ثمَّ دخل الْمَسْجِد فَقَالَ: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله...» وساقا الحَدِيث، قَالَ عِيسَى: أَنا اللَّيْث وَقَالَ: «ذَا ذمّ».

.أَبْوَاب الْأَذَان:

.بَاب بَدْء الْأَذَان وَقَول اللَّهِ تَعَالَى: {وَإِذا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاة اتَّخَذُوهَا هزوا وَلَعِبًا}:

مُسلم: حَدثنَا إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْحَنْظَلِي، ثَنَا مُحَمَّد بن بكر. وثنا مُحَمَّد بن رَافع، ثَنَا عبد الرَّزَّاق، أَنا ابْن جريج. وحَدثني هَارُون بن عبد اللَّهِ- وَاللَّفْظ لَهُ- ثَنَا حجاج بن مُحَمَّد قَالَ: قَالَ ابْن جريج: أَخْبرنِي نَافِع مولى ابْن عمر، عَن عبد اللَّهِ بن عمر أَنه قَالَ: «كَانَ الْمُسلمُونَ حِين قدمُوا الْمَدِينَة يَجْتَمعُونَ فيتحينون الصَّلَاة، وَلَيْسَ يُنَادي بهَا أحد، فتكلموا يَوْمًا فِي ذَلِك، فَقَالَ بَعضهم: اتَّخذُوا ناقوسا مثل ناقوس النَّصَارَى. وَقَالَ بَعضهم: قرنا مثل قرن الْيَهُود. فَقَالَ عمر: أَو لَا تبعثون رجلا يُنَادي بِالصَّلَاةِ؟ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا بِلَال، قُم فنادي بِالصَّلَاةِ».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا عباد بن مُوسَى الْخُتلِي، ونا زِيَاد بن أَيُّوب- وَحَدِيث عباد أتم- قَالَا: ثَنَا هشيم، عَن أبي بشر، عَن أبي عُمَيْر بن أنس، عَن عمومة لَهُ من الْأَنْصَار قَالَ: «اهتم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للصَّلَاة كَيفَ يجمع النَّاس لَهَا. فَقيل لَهُ: انصب راية عِنْد حُضُور الصَّلَاة فَإِذا رأوها آذن بَعضهم بَعْضًا. فَلم يُعجبهُ ذَلِك. قَالَ: فَذكر لَهُ القنع يَعْنِي: الشبور- وَقَالَ زِيَاد: شبور الْيَهُود- فَلم يُعجبهُ وَقَالَ: هُوَ من أَمر الْيَهُود. قَالَ: فَذكر لَهُ الناقوس. قَالَ: هُوَ من أَمر النَّصَارَى. فَانْصَرف عبد اللَّهِ بن زيد بن عبد ربه وَهُوَ مهتم لَهُم النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأرى الْأَذَان فِي مَنَامه. قَالَ: فغدا على رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأخْبرهُ، فَقَالَ: يارسول الله إِنِّي لبين نَائِم ويقظان إِذْ أَتَانِي آتٍ فَأرَانِي الْأَذَان. قَالَ: وَكَانَ عمر بن الْخطاب قد رَآهُ قبل ذَلِك فكتمه عشْرين يَوْمًا. قَالَ: ثمَّ أخبر النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ: مَا مَنعك أَن تخبرنا؟ فَقَالَ: سبقني عبد الله بْن زيد فَاسْتَحْيَيْت. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُم يَا بِلَال فَأنْظر مَا يَأْمُرك بِهِ عبد اللَّهِ بن زيد فافعله. قَالَ: فَإِذن بِلَال». قَالَ أَبُو بشر: فَحَدثني أَبُو عُمَيْر: «أن الْأَنْصَار تزْعم أَن عبد اللَّهِ بن زيد لَوْلَا أَنه كَانَ مَرِيضا يَوْمئِذٍ لجعله رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُؤذنًا».

.بَاب الْأَمر بِالْأَذَانِ:

مُسلم: حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب، ثَنَا إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم، ثَنَا أَيُّوب، عَن أبي قلَابَة، عَن مَالك بن الْحُوَيْرِث قَالَ: «أَتَيْنَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنحن شببة متقاربون فَأَقَمْنَا عِنْده عشْرين لَيْلَة، وَكَانَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رحِيما رَقِيقا فَظن أَنا قد اشتقنا إِلَى أهلنا، فسألنا عَمَّن تركنَا من أهلنا فَأَخْبَرنَاهُ، فَقَالَ: ارْجعُوا إِلَى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم، فَإِذا حضرت الصَّلَاة فليؤذن لكم أحدكُم، ثمَّ ليؤمكم أكبركم».

.بَاب مَا يجب على الْمُؤَذّن من تعاهد الْوَقْت:

الطَّحَاوِيّ: حَدثنَا أَبُو أُميَّة، ثَنَا أَبُو غَسَّان، ثَنَا شريك، عَن الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة رفع الحَدِيث قَالَ: «الإِمَام ضَامِن، والمؤذن مؤتمن اللَّهُمَّ ثَبت الْأَئِمَّة، واغفر للمؤذنين».
قَالَ: وثنا أَبُو أُميَّة، ثَنَا سُرَيج بن النُّعْمَان، ثَنَا هشيم، عَن الْأَعْمَش، ثَنَا أَبُو صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة، عَن النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثله.
وَرَوَاهُ الطَّحَاوِيّ أَيْضا عَن عبد الْملك بن مَرْوَان الرقي، عَن شُجَاع بن الْوَلِيد، عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش، قَالَ: حدثت عَن أبي صَالح.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان الْأَشْعَث عَن أَحْمد بن حَنْبَل، عَن ابْن فُضَيْل، عَن الْأَعْمَش، عَن رجل، عَن أبي صَالح.
وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد أَيْضا عَن الْحسن بن عَليّ، عَن ابْن نمير، عَن الْأَعْمَش قَالَ: نبئت عَن أبي صَالح، وَلَا أَرَانِي إِلَّا قد سمعته مِنْهُ.
وَرَوَاهُ أَبُو بكر الْبَزَّار قَالَ: ثَنَا مُحَمَّد بن مُوسَى الْقطَّان وَالْفضل بن سُهَيْل قَالَا: ثَنَا مُوسَى بن دَاوُد، ثَنَا زُهَيْر، عَن أبي إِسْحَاق، عَن أبي صَالح، عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإِمَام ضَامِن، والمؤذن مؤتمن؛ اللَّهُمَّ أرشد الْأَئِمَّة، واغفر للمؤذنين».
قَالَ: وَهَذَا الحَدِيث إِنَّمَا يعرف من حَدِيث الْأَعْمَش، عَن أبي صَالح.
وروى أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ أَيْضا قَالَ: ثَنَا عَليّ بن معبد، ثَنَا عبد الله بن يزِيد الْمُقْرِئ، ثَنَا حَيْوَة بن شُرَيْح، أَخْبرنِي نَافِع بن سُلَيْمَان، أَن مُحَمَّد بن أبي صَالح أخبرهُ، عَن أَبِيه، عَن عَائِشَة قَالَت: قَالَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الإِمَام ضَامِن، والمؤذن مؤتمن؛ فأرشد اللَّهِ الإِمَام، وَعَفا عَن الْمُؤَذّن».
مُحَمَّد بن أبي صَالح هُوَ أَخُو سُهَيْل بن أبي صَالح، سمع أَبَاهُ، قَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ: سَمِعت أَبَا زرْعَة يَقُول: حَدِيث أبي هُرَيْرَة أصح من حَدِيث أبي صَالح عَن عَائِشَة، وَسمعت مُحَمَّدًا يَقُول: حَدِيث أبي صَالح عَن عَائِشَة أصح.

.بَاب صفة الْأَذَان وَاخْتِلَاف الرِّوَايَة فِيهِ:

مُسلم: حَدثنِي أَبُو غَسَّان المسمعي مَالك بن عبد الْوَاحِد وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم، قَالَ أَبُو غَسَّان: ثَنَا معَاذ، وَقَالَ إِسْحَاق: أَنا معَاذ بن هِشَام صَاحب الدستوَائي، حَدثنِي أبي، عَن عَامر الْأَحول، عَن مَكْحُول، عَن عبد اللَّهِ بن محيريز، عَن أبي مَحْذُورَة: «أن نَبِي اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علمه هَذَا الْأَذَان: اللَّهِ أكبر اللَّهِ أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ،، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، ثمَّ يعود فَيَقُول: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ،، حَيّ على الصَّلَاة- مرَّتَيْنِ- حَيّ على الْفَلاح- مرَّتَيْنِ- زَاد إِسْحَاق: اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر، لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ».
أَبُو دَاوُد: حَدثنَا مُحَمَّد بن مَنْصُور الطوسي، ثَنَا يَعْقُوب، ثَنَا أبي، عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق، حَدثنِي مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ، عَن مُحَمَّد بن عبد اللَّهِ بن زيد بن عبد ربه، حَدثنِي أبي عبد اللَّهِ بن زيد قَالَ: «لما أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالناقوس يعْمل ليضْرب بِهِ للنَّاس لجمع الصَّلَاة، طَاف بِي وَأَنا نَائِم رجل يحمل ناقوسا فِي يَده فَقلت: يَا عبد اللَّهِ، أتبيع الناقوس؟ قَالَ: وَمَا تصنع بِهِ؟
قلت: نَدْعُو إِلَى الصَّلَاة. قَالَ: أَفلا أدلك على مَا هُوَ خير من ذَلِك؟ فَقلت لَهُ: بلَى. قَالَ: تَقول: اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الْفَلاح، حَيّ على الْفَلاح، اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر، لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ. قَالَ: ثمَّ اسْتَأْخَرَ عني غير بعيد، ثمَّ قَالَ: ثمَّ تَقول إِذا أَقمت الصَّلَاة: اللَّهِ أكبر اللَّهِ أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الْفَلاح، قد قَامَت الصَّلَاة، قد قَامَت الصَّلَاة، اللَّهِ أكبر اللَّهِ أكبر، لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ. فَلَمَّا أَصبَحت أتيت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرته بِمَا رَأَيْت، فَقَالَ: إِنَّهَا لرؤيا حق إِن شَاءَ اللَّهِ، فَقُمْ مَعَ بِلَال فألق عَلَيْهِ مَا رَأَيْت فليؤذن بِهِ، فَإِنَّهُ أندى صَوتا مِنْك. فَقُمْت مَعَ بِلَال فَجعلت ألقيه عَلَيْهِ وَيُؤذن بِهِ، قَالَ: فَسمع بذلك عمر بْن الْخطاب وَهُوَ فِي بَيته، فَخرج وَهُوَ يجر رِدَاءَهُ يَقُول: يَا رَسُول اللَّهِ، وَالَّذِي بَعثك بِالْحَقِّ لقد رَأَيْت مثل مَا أرِي. فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَللَّه الْحَمد»
.
قَالَ أَبُو دَاوُد: هَكَذَا رَوَاهُ الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب، عَن عبد الله بن زيد، وَقَالَ فِيهِ ابْن إِسْحَاق، عَن الزُّهْرِيّ: «اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر اللَّهِ أكبر». وَقَالَ معمر وَيُونُس عَن الزُّهْرِيّ: «اللَّهِ أكبر اللَّهِ أكبر» لم يثنيا.
زَاد التِّرْمِذِيّ: بعد قَوْله: «فَللَّه الْحَمد»: ذَلِك أثبت، رَوَاهُ عَن سعيد بن يحيى الْأمَوِي، عَن أَبِيه، عَن ابْن اسحاق، وَذكر طرفا من هَذَا الحَدِيث، وَذكره بِكَمَالِهِ فِي كتاب الْعِلَل، وقَالَ: حَدِيث حسن صَحِيح.

.بَاب مِنْهُ وَمد الصَّوْت بِالْأَذَانِ:

النَّسَائِيّ: أَخْبرنِي إِبْرَاهِيم بن الْحسن ويوسف بن سعيد- وَاللَّفْظ لَهُ- قَالَا: حَدثنَا حجاج، قَالَ ابْن جريج: أَخْبرنِي عبد الْعَزِيز بن عبد الْملك بن أبي مَحْذُورَة، أَن عبد اللَّهِ بن محيريز أخبرهُ- وَكَانَ يَتِيما فِي حجر أبي مَحْذُورَة حَتَّى جهزه إِلَى الشَّام- قَالَ: «قلت لأبي مَحْذُورَة: إِنِّي خَارج إِلَى الشَّام وأخشى أَن أسأَل عَن تأذينك فَأَخْبرنِي، فَأَخْبرنِي أَن أَبَا مَحْذُورَة قَالَ لَهُ: نعم، خرجت فِي نفر، فَكُنَّا بِبَعْض طَرِيق حنين مقفل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حنين، فلقينا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بعض الطَّرِيق، فَأذن مُؤذن رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالصَّلَاةِ عِنْد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فسمعنا صَوت الْمُؤَذّن وَنحن عَنهُ متنكبون فظللنا نحكيه ونهزأ بِهِ، فَسمع رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّوْت، فَأرْسل إِلَيْنَا حَتَّى وقفنا بَين يَدَيْهِ فَقَالَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيّكُم الَّذِي سَمِعت صَوته قد ارْتَفع؟ فَأَشَارَ الْقَوْم إِلَى- وَصَدقُوا- فأرسلهم كلهم وحبسني، قَالَ: قُم فَأذن بِالصَّلَاةِ. فَقُمْت فَألْقى عَليّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التأذين هُوَ نَفسه فَقَالَ: قل اللَّهِ أكبر اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر اللَّهِ أكبر، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، ثمَّ قَالَ: ارْجع فأمدد من صَوْتك، ثمَّ قل: أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، أشهد أَن مُحَمَّدًا رَسُول اللَّهِ، حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الصَّلَاة، حَيّ على الْفَلاح، حَيّ على الْفَلاح، اللَّهِ أكبر، اللَّهِ أكبر، لَا إِلَه إِلَّا اللَّهِ. ثمَّ دَعَاني حِين قضيت، فَأَعْطَانِي صرة فِيهَا شَيْء من فضَّة، فَقلت: يَا رَسُول اللَّهِ، مرني بِالتَّأْذِينِ بِمَكَّة. قَالَ: قد أَمرتك بِهِ. فَقدمت على عتاب بن أسيد عَامل رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّة، فَأَذنت مَعَه بِالصَّلَاةِ عَن أَمر رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ».